من الفقراء إلى موائد الأغنياء .. كيف تغير حال أطعمة شهيرة ؟
تواجه بريطانيا هُبوطا في مستويات المعيشة وغلاءً في الأسعار، وهو ما أدى إلى غياب بعض الأطباق عن الموائد البريطانية، ففي وقت الأزمات الاقتصادية تتغير طبيعة الأطباق لتُسايِرَ نُدرةَ بعض المواد الغذائية وهكذ نشأت الكثير من الأطباق والمذاقات.
لم تعد السلطة طبقا متاحا على مائدة العائلات البريطانية، وهذه الصورة تشرح كل شيء، فأرفف الخضراوات تبدو فارغة من الخضراوات الطازجة على ضوء أزمة سلاسل الإمداد.
وفي محاولة لابتكار حلول للأزمة، دعت وزيرة البيئة البريطانية تيريز كوفي المواطنين إلى تناول اللفت بدلاً من الطماطم والخس
دعوة الوزيرة البريطانية أثارت تعليقات ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن خبراء يقولون إنه عبر التاريخ ساهمت الأزمات الاقتصادية والمجاعات في خلق أطباق تساير ندرة بعض المواد الغذائية وغلائها، بل هناك الكثير من الأطباق التي يتم تقديمها في المطاعم الفاخرة اليوم ارتبطت بالفقراء عند نشأتها لأن مكوناتها رخيصة ومتاحة.
لنبدأ بالبتيزا التي تحولت لوجبة عالمية حيث جبنتها السائلة تثير شهية الجائعين.
طبق البيتزا بشكله الحالي بدأ يتشكل في جنوب إيطاليا في القرن السادس عشر كوجبة سريعة للفقراء حيث كانت تباع البيتزا في شوارع مدينة نابولي.
أما لفائف السوشي ذات الألوان الجذابة والتي تقدم بأفخم المطاعم كانت قديما طعاما للفقراء في اليابان، فالصيادون كانوا يحشون الأرز بما يلتقطونه من الأسماك النيئة من على شواطئ المحيط لسد جوعهم.
و”البايلا”؛ الطبق الإسباني الشهير الذي يجذب السياح هو الآخر له حكاية، يرجع لأيام الحكم العربي في الأندلس، فقد كان الأمراء والميسورون عندما ينتهون من ولائمهم يعطون ما تبقى من الطعام للفقراء،
فكان الأرز يختلط باللحم والدجاج وخضروات متنوعة.
هذا الخليط لاقى استحسان من تذوقه حتى من الميسورين أنفسهم لينتقل طبق الباييا مجددا من موائد الفقراء إلى موائد الأغنياء.